كتاب اليقين في مخيم جنين

لم يكن الحديث عما جرى في مخيم جنين في أوائل نيسان 2002 اقل صعوبة من محاولات المغتصبين الصهاينة الدخول إليه لا لصعوبة إيراد الأمثلة التي تشهد على بطولة رجال المقاومة في التصدي لهمجية الوحش الصهيوني بل تكمن تلك الصعوبة في اختيّار العناصر الأكثر تعبيرا عن تلك البطولة في التصدي لتلك الهمجية ، والحيرة في اختيار المناطق حسبما جرى للمغتصبين من صعوبة الدخول والتنقل فيها أيها شهدت اشد المعارك أو التي كانت اكثر ايلاما للصهاينة .. فزنابق المخيم من الشهداء ينتشرون في كل مكان منه ، وصناديده يكتبون قصص البطولة التي سترثها الأجيال القادمة ترويها بكل فخر واعتزاز .
إننا شعب أصر على المقاومة لا لأننا نعشق القتل والدم بل لأننا أصبحنا في وضع المحكوم عليهم بالإعدام ، فقد تموت في أية لحظة ولا تدري من أين يأتيك الموت ، هل من النافذة ؟ أم من الباب ؟ وقد تطل عليك شظايا صاروخ من السقف كان قد انطلق من طائرة مروحية حلقت فوق بيتك .
من اجل ذلك كله لا خيار لنا سوى المقاومة بعد أن مضى على اتفاقات أوسلو البائسة عشر سنوات دون جدوى ، بل اتضح أن الصهاينة يريدون من كل فلسطيني أن يكون شرطيا يحمي همجيتهم وعدوانهم على شعبنا .
نحن لا نخشى أن يطلق علينا لقب الإرهاب ، وهذه الحقيقة على الجميع إدراكها عندما يكون ذلك ثوريا . وألا كيف سنمنع إرهابهم المجنون علينا ؟ كيف سنوقف القتل والتدمير والإرهاب الذي يتعرض له أهلنا من الشيوخ والنساء والأطفال يوميا ؟ وماذا تفعل تكنولوجيتهم غير إنتاج ألأسلحة الأحدث والأكثر بطشاً وهمجية ؟ أليس هذا إرهابا ؟ كيف نمنعه ونتخلص منه بغير طرق إيداؤه والحاق الضرر به حتى يشرب من ذات الكأس التي أذاقنا منه عبر اكثر من خمسة عقود ويزيد ؟!
هل بالتوسل والرجاء ؟ أم بالاستنكار والشجب ؟
ماذا جنت استنكارات المستنكرين الصغار الذين لا سلاح لهم غير الشجب والاستنكار حفاظا على الأسس والأشكال الدبلوماسية لتبقى الحدود أمامهم مفتوحة للسفر والتجوال واستيراد الملابس الفخمة والعطور من أسواق تل أبيب لأصحاب البطاقات VIP .
هذا قول رباني حكيم يأمر بان ( أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) .
علينا أن لا نخشى من الوصف ونحن نتعرض لأساليبه الوحشية طالما أننا نقوم بالرد عليهم ولا سبيل لدفع إرهابهم عنا إلا بقوة العنف ، فهو إرهاب ثوري يقصد منه إجبار العدو وثنيه عن عدوانه لأنه من الضروري جدا أن يعرف العدو أن الاستمرار في إرهابنا سيكلفه ثمنا باهظا فالعين بالعين والسن بالسن العسكر بالعسكر والمدنيون بالمدنيين والاقتصاد بالاقتصاد والإسعاف بالإسعاف والبادىء اظلم .
أما الزنابق التي نبتت أشلاءها بين الركام وتحت انقاض البيوت أمثال طوالبة ، أبو جندل ، زياد العامر ، الأخوين الفايد ، طه الزبيدي ، أم مروان وابنها منير ، والأخوين النوباني وغيرهم الكثير ، فستنبت آلاف ألأزهار الشامخة والتي ستعود إلى الانتشار عبر شوارع المخيم وأزقته من جديد ، تعبق برائحة الثأر بأساليب اكثر قوة وإيلاما للعدو ، وهذه طلائعها تطل في صورة حمزة السمودي الذي لقن العدو درسا لن ينساه وانطلق بسيارته خلف حافلة الجنود الصهاينة ليفتح عليهم باب جهنم ويركل بقدمه الطاهرة جسم الحافلة لتستقر بعد تفجيرها فوق تلة مجدو الفلسطينية ـ يتفجر غضبا يحول العدو إلى أشلاء تنبعث من نوافذ الحافلة برائحتها الكريهة في كل الاتجاهات ولم يكن قد مضى 60يوما على أحدات المخيم الدامية .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن من أسف على رتبة عسكرية او راتب او وظيفة او على شركة او حانوت فعليه الترفع عنها بعد أن أصبحت عبثا وضربا من المستحيل بفعل الهمجية الصهيونية التي تنوي وتخطط أن تحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق ، وبعد أن اتو على كل ما بناه شعبنا طيلة خمسين عاما فلم يبق مجال اجتماعي او اقتصادي او تعليمي مدني او عسكري على حاله ، حتى الشوارع والجدران وأنابيب المياه وأعمدة الهاتف والكهرباء لم يبق شيئ لم يمسه الصهاينة بالإرهاب والتدمير ، لم يبق شيئ من الشجر والحجر والبشر لم يشهد على إجرامهم .
أما أسباب كتابة هذا الموضوع فمردها إلى أن الجانب الوطني والأخلاقي والحضاري الذي يفرضه الانتماء العقائدي لهذه ألأمة ولقضاياها العادلة يفرض على المثقفين الثوريين حماية سيرة أبطالها من المجاهدين والمناضلين وأبطال المقاومة في مخيم جنين ، والتي تتعرض هذه الأيام لمحاولات شطبها من ذاكرة الذين حضروها او شاهدوها ليصبح نقلها إلى آلأجيال القادمة آمرا متعذرا .
إننا نرى قوى الاستسلام والاستنكار والتوسل تجهد في تغييب الذاكرة وشل فاعليتها الوطنية والعقائدية من خلال ما تحاوله في تضليل الجماهير بأشكال الإصلاح الوهمي او ذر الرماد في العيون بخطابها السياسي المضلل وإطلاق الوعود بإنجازات اتضح فيما بعد أنها شكلية تافهة ، او التهديد بالاعتقال او التسليم لسجون العدو المتعدد الجنسيات بعد أن طالبنا بحماية دولية وفروا لنا سجونا دولية تقع تحر حراسة عناصر من دول ذات مواقف معادية حتى يضيع دم الفلسطيني وحقه بين الأمم ومن المهانة بمكان أن تلك السجون تقع على أراضينا .
من هنا جاء الحرص الشديد على تخليد أحدات المخيم وحفظها أمانة للأجيال القادمة بان الجندي الصهيوني لم يعد الجندي الذي لا يقهر ـ
هكذا كنا دائما في أدبيات المقاومة المقاتلون الثوريون يصنعون الموقف والمثقفون الثوريون يخلدونه وكلاهما في خضم المعركة . غير أن المقاتل تنتهي معركته عندما يهدا غبارها ويعلن وقف إطلاق النار ، لتفتح النار على المثقف الثوري من كل اتجاه وتربط حبال الشد والجذب في عنقه ويستمر في صراع الأفكار والحضارات حتى بعد موته لأجيال وأجيال .
أعاننا الله على أداء هذه الأمانه ، وألهمنا قول الحق والحقيقة لتكون نبراسا خالدا لكل الذين يتطلعون إلى حياة حرة كريمة ، او استشهاد خالص شريف فحياة يوم كاسد خير من حياة ألف عام كابن اّوى .
إذ إن الخلود يكمن في التضحية بالذات لقضية اكبر من الفرد وإن القضية الأشرف في نظر مسؤول حزبي كبير في دولة إسلامية هي تحرير الانسانية من التحكم والطغيان .
المؤلف محمد استيتي .
إننا شعب أصر على المقاومة لا لأننا نعشق القتل والدم بل لأننا أصبحنا في وضع المحكوم عليهم بالإعدام ، فقد تموت في أية لحظة ولا تدري من أين يأتيك الموت ، هل من النافذة ؟ أم من الباب ؟ وقد تطل عليك شظايا صاروخ من السقف كان قد انطلق من طائرة مروحية حلقت فوق بيتك .
من اجل ذلك كله لا خيار لنا سوى المقاومة بعد أن مضى على اتفاقات أوسلو البائسة عشر سنوات دون جدوى ، بل اتضح أن الصهاينة يريدون من كل فلسطيني أن يكون شرطيا يحمي همجيتهم وعدوانهم على شعبنا .
نحن لا نخشى أن يطلق علينا لقب الإرهاب ، وهذه الحقيقة على الجميع إدراكها عندما يكون ذلك ثوريا . وألا كيف سنمنع إرهابهم المجنون علينا ؟ كيف سنوقف القتل والتدمير والإرهاب الذي يتعرض له أهلنا من الشيوخ والنساء والأطفال يوميا ؟ وماذا تفعل تكنولوجيتهم غير إنتاج ألأسلحة الأحدث والأكثر بطشاً وهمجية ؟ أليس هذا إرهابا ؟ كيف نمنعه ونتخلص منه بغير طرق إيداؤه والحاق الضرر به حتى يشرب من ذات الكأس التي أذاقنا منه عبر اكثر من خمسة عقود ويزيد ؟!
هل بالتوسل والرجاء ؟ أم بالاستنكار والشجب ؟
ماذا جنت استنكارات المستنكرين الصغار الذين لا سلاح لهم غير الشجب والاستنكار حفاظا على الأسس والأشكال الدبلوماسية لتبقى الحدود أمامهم مفتوحة للسفر والتجوال واستيراد الملابس الفخمة والعطور من أسواق تل أبيب لأصحاب البطاقات VIP .
هذا قول رباني حكيم يأمر بان ( أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ) .
علينا أن لا نخشى من الوصف ونحن نتعرض لأساليبه الوحشية طالما أننا نقوم بالرد عليهم ولا سبيل لدفع إرهابهم عنا إلا بقوة العنف ، فهو إرهاب ثوري يقصد منه إجبار العدو وثنيه عن عدوانه لأنه من الضروري جدا أن يعرف العدو أن الاستمرار في إرهابنا سيكلفه ثمنا باهظا فالعين بالعين والسن بالسن العسكر بالعسكر والمدنيون بالمدنيين والاقتصاد بالاقتصاد والإسعاف بالإسعاف والبادىء اظلم .
أما الزنابق التي نبتت أشلاءها بين الركام وتحت انقاض البيوت أمثال طوالبة ، أبو جندل ، زياد العامر ، الأخوين الفايد ، طه الزبيدي ، أم مروان وابنها منير ، والأخوين النوباني وغيرهم الكثير ، فستنبت آلاف ألأزهار الشامخة والتي ستعود إلى الانتشار عبر شوارع المخيم وأزقته من جديد ، تعبق برائحة الثأر بأساليب اكثر قوة وإيلاما للعدو ، وهذه طلائعها تطل في صورة حمزة السمودي الذي لقن العدو درسا لن ينساه وانطلق بسيارته خلف حافلة الجنود الصهاينة ليفتح عليهم باب جهنم ويركل بقدمه الطاهرة جسم الحافلة لتستقر بعد تفجيرها فوق تلة مجدو الفلسطينية ـ يتفجر غضبا يحول العدو إلى أشلاء تنبعث من نوافذ الحافلة برائحتها الكريهة في كل الاتجاهات ولم يكن قد مضى 60يوما على أحدات المخيم الدامية .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن من أسف على رتبة عسكرية او راتب او وظيفة او على شركة او حانوت فعليه الترفع عنها بعد أن أصبحت عبثا وضربا من المستحيل بفعل الهمجية الصهيونية التي تنوي وتخطط أن تحول حياتنا إلى جحيم لا يطاق ، وبعد أن اتو على كل ما بناه شعبنا طيلة خمسين عاما فلم يبق مجال اجتماعي او اقتصادي او تعليمي مدني او عسكري على حاله ، حتى الشوارع والجدران وأنابيب المياه وأعمدة الهاتف والكهرباء لم يبق شيئ لم يمسه الصهاينة بالإرهاب والتدمير ، لم يبق شيئ من الشجر والحجر والبشر لم يشهد على إجرامهم .
أما أسباب كتابة هذا الموضوع فمردها إلى أن الجانب الوطني والأخلاقي والحضاري الذي يفرضه الانتماء العقائدي لهذه ألأمة ولقضاياها العادلة يفرض على المثقفين الثوريين حماية سيرة أبطالها من المجاهدين والمناضلين وأبطال المقاومة في مخيم جنين ، والتي تتعرض هذه الأيام لمحاولات شطبها من ذاكرة الذين حضروها او شاهدوها ليصبح نقلها إلى آلأجيال القادمة آمرا متعذرا .
إننا نرى قوى الاستسلام والاستنكار والتوسل تجهد في تغييب الذاكرة وشل فاعليتها الوطنية والعقائدية من خلال ما تحاوله في تضليل الجماهير بأشكال الإصلاح الوهمي او ذر الرماد في العيون بخطابها السياسي المضلل وإطلاق الوعود بإنجازات اتضح فيما بعد أنها شكلية تافهة ، او التهديد بالاعتقال او التسليم لسجون العدو المتعدد الجنسيات بعد أن طالبنا بحماية دولية وفروا لنا سجونا دولية تقع تحر حراسة عناصر من دول ذات مواقف معادية حتى يضيع دم الفلسطيني وحقه بين الأمم ومن المهانة بمكان أن تلك السجون تقع على أراضينا .
من هنا جاء الحرص الشديد على تخليد أحدات المخيم وحفظها أمانة للأجيال القادمة بان الجندي الصهيوني لم يعد الجندي الذي لا يقهر ـ
هكذا كنا دائما في أدبيات المقاومة المقاتلون الثوريون يصنعون الموقف والمثقفون الثوريون يخلدونه وكلاهما في خضم المعركة . غير أن المقاتل تنتهي معركته عندما يهدا غبارها ويعلن وقف إطلاق النار ، لتفتح النار على المثقف الثوري من كل اتجاه وتربط حبال الشد والجذب في عنقه ويستمر في صراع الأفكار والحضارات حتى بعد موته لأجيال وأجيال .
أعاننا الله على أداء هذه الأمانه ، وألهمنا قول الحق والحقيقة لتكون نبراسا خالدا لكل الذين يتطلعون إلى حياة حرة كريمة ، او استشهاد خالص شريف فحياة يوم كاسد خير من حياة ألف عام كابن اّوى .
إذ إن الخلود يكمن في التضحية بالذات لقضية اكبر من الفرد وإن القضية الأشرف في نظر مسؤول حزبي كبير في دولة إسلامية هي تحرير الانسانية من التحكم والطغيان .
المؤلف محمد استيتي .
- تأليف محمد استيتي
- 125 صفحة
- نُشر سنة 2002
- الطبعة 42430080
- موضوعات الكتاب فلسطين اليهود الحرب الصراع مع إسرائيل المقاومة الفلسطينية
- تحميل نسخة إلكترونية من الكتاب
وجدت خطأ أو نقصًا في بيانات هذا الكتاب؟ يمكنك تحرير هذه الصفحة والمساهمة في تنقيح قاعدة البيانات، كما يمكنك إضافة مقتطف من هذا الكتاب..
شارك هذا الكتاب مع أصحابك على
مراجعات القراء

محمد ستيتي
تحميل https://www.docdroid.net/LgB3ch8/-.pdf.html
لإضافة المراجعات للكتب يلزمك
تسجيل الدخول