كتاب الفلسطينيون: صيرورة شعب

لـ باروخ كمرلنغ، يوئيل شموئيل مغدال
حظي صدور "الفلسطينيون" بالعبرية في العام 1999 باهتمام إعلامي وثقافي كبيرين، ولعله من الكتب القليلة في البحث التاريخي التي استحوذت على عدد كبير من المراجعات والمقالات النقدية، التي تعاملت معه باعتباره من الكتب النادرة التي تحكي عن الشعب الفلسطيني خارج حدود الدراسات الاستشراقية وأطرها المهيمنة على البحث التاريخي الأكاديمي في إسرائيل، ولعل في حقيقة إغفال المراجع والهوامش من الطبعة العربية، والاكتفاء بالإشارة إليها في النصوص نفسها، إشارة واضحة إلى رغبة المؤلفين في تحويله إلى مادة للتفكير على مستوى الناس العاديين، في ما يطرحه من أفكار وما يعرض له من استنتاجات، تخص أقرب الشعوب إلى دوائر الصراع التي يخوضها "اليهود الجدد" في سياق جدلهم التاريخي والسياسي مع الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك فإن أهمية الكتاب هذا تعود إلى أمرين اثنين أولهما مؤلفاه البروفيسور باروخ كمرلنغ والبروفيسور يؤئيل شموئيل مغدال، فهما معروفان في مجاليهما باعتبارهما من أبرز الباحثين، فالأول، أستاذ العلوم الاجتماعية والأنتروبولوجيا في الجامعة العبرية بالقدس، وصاحب أبحاث ودراسات عديدة في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، والمجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، وسوسيولوجيا الحروب وغيرها، أهلته لأن يدخل بثقة مجال بحث "السوسيولوجيين الجدد" في إسرائيل، ويصبح أبرز ممثلي هذا التيار في الدراسات الأكاديمية الإسرائيلية الجديدة، بينما يشغل الثاني منصب رئيس كاتدرائية الدراسات الدولية في مدرسة هنري م.جاكسون في جامعة واشنطن (سياتل)، وهو متخصص بأبحاث في تمرد الفلاحين، ونشوء الدول تكوّن المجتمعات خارج إطار الدولة في العالم الثالث بشكل عام، وفي السياسة الفلسطينية بشكل خاص.
وثاني هذين الأمرين الذي يعطي لهذا الكتاب أهميته هو موضوعه، فهو يتمحور حول الوصف والتحليل البانورامي، الاجتماعي والثقافي، لعمليات تبلور الشعب الفلسطيني، وهو وصف يرد لأول مرة بشكله الحالي، ليس أمام القارئ العربي، فحسب، بل لأول مرة أمام أي قارئ كان. ذلك أن إحدى الظواهر المهمة أنه على رغم الكمّ الهائل من النصوص والمؤلفات والمقالات في المواضيع الفلسطينية، وفي قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لم تبذل حتى الآن أية محاولة لسرد الحكاية الفلسطينية بكاملها، كوحدة متكاملة، وبصورة مدمجة ومنهجية.
ومن زاوية أخرى تجدر الإشارة إلى أنه على رغم كون الكتاب مكتوباً على يد باحثين يهوديين (واحد إسرائيلي وآخر أمريكي)، فهو ليس "تاريخاً يكتبه المنتصرون"، أو تاريخاً مجنداً لصالح طرف معين. وذلك رغم اهتمامه العميق بتاريخ الشعب "الآخر" بالنسبة لنا. فالكتاب مكتوب بأدوات عالمي اجتماع مؤمنين بقدرتهما على الكتابة بدافع من التعاطف من جهة، ومن خلال موضوعية وابتعاد مطلوبين في مجال الاشتغال المهني، من جهة أخرى.
يبحث المؤلفان في كتابهما في تاريخ الفلسطينيين منذ الفترة التي لم تكن فيها هوية وطنية فلسطينية، وإلى يومنا هذا، ويفردان فيه فصلاً خاصاً للحديث عن الشعب الفلسطيني، بعد أوسلو، وهو فصل مضاف للطبعة العبرية التي اعتمدت عليها هذه الترجمة، لم تتضمنه الطبعتان الصادرتان باللغة الإنجليزية في الخارج عام 1993، عن دار النشر Free Press وضمن سلسلة منشورات جامعة هارفارد، تحت عنوان: "Palestinians: The Making of Peaple".
والمؤلفان في كتابهما هذا يطمحان لسرد حكاية الشعب الفلسطيني "كما لم تسرد من قبل"، ويتوقفان طويلاً عند نقاط الاحتكاك وخطوط التماس بين المشروع الوطني الفلسطيني ومشروعات الاستيطان الصهيوني في فلسطين قبل عام 1948، وبعد إقامة دولة إسرائيل وتكون المجتمع الإسرائيلي الجديد. يتصدى الكتاب لسؤال مركزي يحاول المؤلفان الرد عليه بالإيجاب، وهو أنه لا يمكن فهم المجتمع الإسرائيلي بدون معرفة تاريخ الفلسطينيين، تماماً مثلما أنه لا يمكن فهم التطورات والمراحل التي أدت إلى بلورة الفلسطينيين ككيان اجتماعي وسياسي مستقل، بدون البحث في تأثيرات الاستيطان الصهيوني عليه، فوق الأرض نفسها التي يدور عليها الصراع التاريخ بين الجانبين، حتى يومنا هذا.
يحلل كتاب "الفلسطينيون" الخيارات والمحن التي مرّ بها الشعب الفلسطيني على مدار مائة وخمسين عاماً، ويحاول تفسير أسباب نجاحه، أو عدم نجاحه، في الحسم بين مختلف الخيارات التي وقف أمامها، مشيراً إلى بعض المنعطفات المهمة في تاريخه. ويسرد سيرة الفلاح الفلسطيني، كما يتوقف طويلاً عند المدني الفلسطيني، ويبحث في حياة ساكني السهل الفلسطيني، بالقدر نفسه الذي يتعمق فيه في بحث حياة ساكني الجبل منهم، ويحكي عن المثقفين والكتاب وحملة الأقلام، دون إهمال "عامة الشعب" والبسطاء من الناس، ويأتي على سيرة المسلمين، كما يتوقف طويلاً عند سيرة المسيحيين، ويتحدث عن القادة بالقدر الذي يبحث فيه في موضوع "الرعايا" والمواطنين.
يتحرك كتاب "الفلسطينيون" بين دوائر مختلفة في آن واحد: الفلسطينيون بينهم وبين أنفسهم، الفلسطينيون والدول العربية، الفلسطينيون وحكام البلاد المتغيرون (العثمانيون، المصريون، الإنكليز واليهود). الفلسطينيون والاقتصاد العالمي، والنظام الرأسمالي، والكولونيالية وثقافة الغرب. لكنه يخيل أن أبرز ما عالجه الكتاب، يقع ضمن مادة الفصل الخامس، تحت عنوان "أبعاد النكبة"، التي يحلل فيها المؤلفان أسباب نكبة الفلسطينيين في عام 48 ونتائجها وأبعادها: بين الشهر الأخير من سنة 1947، والشهور الأربعة والنصف الأول من سنة 1948، توقفت المجموعة العربية الفلسطينية عند الوجود ككيان اجتماعي وسياسي، في تطور كارثي لم يتمكن اليهود والعرب معاً من توقعه سلفاً؛ لا اليهود بأحلامهم السياسية الأكثر تفاؤلاً، ولا العرب في كوابيسهم الجماعية الأفظع. أكثر من 350 قرية وحياً مدينياً غدت أثراً بعد عين.
وأما الانهيار النهائي للمجتمع الفلسطيني، ككيان سياسي واجتماعي فقد تمّ وقوعه في فترة الحرب، عندما نفذت التنظيمات اليهودية المسلمة طرداً جماعياً للسكان العرب من داخل حدود ما سيصير لاحقاً دولة إسرائيل، على مدار عشرة أيام، وفي تموز 1948، واصلت القوات الصهيونية عملية طرد أكثر من 100,000 فلسطيني إلى داخل أجزاء فلسطين التي بقيت تحت سلطة شرق الأردن ومصر و"جيش التحرير العربي"، وكذلك إلى لبنان، كان الطرد أحياناً يتم "بصورة انتقائية": يطرد مسلمون، ويستبقى دروز ومسيحيون، في الهجمات التي شنتها العصابات الصهيونية، والتي أدت إلى هزيمة "جيش التحرير العربي"، والقوات المصرية، تحول 100-150 ألف فلسطيني إضافي إلى لاجئين. واستمر الطرد شبه العلني للعرب من داخل "مناطق الدولة اليهودية" في مطلع الخمسينات أيضاً.
في هذا السياق، يخوض كتاب "الفلسطينيون" في مسألة الترانسفير الجماعي للفلسطينيين، في ذروة الحرب، ويسأل: هل كانت أو لم تكن هناك خطة إسرائيلية عليا لطرد الفلسطينيين؟ وفي إجابة عن هذا السؤال، يستشهد المؤلفان بما كتبه المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي في أكثر من موقع، بأنه يرى أن "خطة دال" كانت "خطة متكاملة" للترانسفير.
ويصدر هذا الكتاب بالعربية بعد أن أضاف إليه المؤلفان وعدّلا فيه، ليشمل آخر المستجدات على ساحة الصراع، حتى سنة 2001، باذلين جهوداً خاصة في تقديم طبعة عربية مزيدة ومنقحة، ومتميزة أيضاً عن الأصل الإنكليزي (صدر عام 1993) وعن الترجمة العبرية (الصادرة عام 1999). كان المؤلفان يبذلان جهداً كبيراً في إعداد النص المعدل للقارئ العربي، والفلسطيني بوجه خاص، ويستجيبان بذلك لتحديات تطرحها كتابة تاريخ الشعب الفلسطيني الحديث بصورة مغايرة بل متعارضة مع الروايات الصهيونية الرسمية التي عرفناها حتى الآن لتاريخ الصراع. وهما بذلك ينكشفان أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي، ما قد يجعل من مادتهما متداولة لدى الباحثين وعلى مختلف الصعد.
حظي صدور "الفلسطينيون" بالعبرية في العام 1999 باهتمام إعلامي وثقافي كبيرين، ولعله من الكتب القليلة في البحث التاريخي التي استحوذت على عدد كبير من المراجعات والمقالات النقدية، التي تعاملت معه باعتباره من الكتب النادرة التي تحكي عن الشعب الفلسطيني خارج حدود الدراسات الاستشراقية وأطرها المهيمنة على البحث التاريخي الأكاديمي في إسرائيل، ولعل في حقيقة إغفال المراجع والهوامش من الطبعة العربية، والاكتفاء بالإشارة إليها في النصوص نفسها، إشارة واضحة إلى رغبة المؤلفين في تحويله إلى مادة للتفكير على مستوى الناس العاديين، في ما يطرحه من أفكار وما يعرض له من استنتاجات، تخص أقرب الشعوب إلى دوائر الصراع التي يخوضها "اليهود الجدد" في سياق جدلهم التاريخي والسياسي مع الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك فإن أهمية الكتاب هذا تعود إلى أمرين اثنين أولهما مؤلفاه البروفيسور باروخ كمرلنغ والبروفيسور يؤئيل شموئيل مغدال، فهما معروفان في مجاليهما باعتبارهما من أبرز الباحثين، فالأول، أستاذ العلوم الاجتماعية والأنتروبولوجيا في الجامعة العبرية بالقدس، وصاحب أبحاث ودراسات عديدة في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي، والمجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، وسوسيولوجيا الحروب وغيرها، أهلته لأن يدخل بثقة مجال بحث "السوسيولوجيين الجدد" في إسرائيل، ويصبح أبرز ممثلي هذا التيار في الدراسات الأكاديمية الإسرائيلية الجديدة، بينما يشغل الثاني منصب رئيس كاتدرائية الدراسات الدولية في مدرسة هنري م.جاكسون في جامعة واشنطن (سياتل)، وهو متخصص بأبحاث في تمرد الفلاحين، ونشوء الدول تكوّن المجتمعات خارج إطار الدولة في العالم الثالث بشكل عام، وفي السياسة الفلسطينية بشكل خاص.
وثاني هذين الأمرين الذي يعطي لهذا الكتاب أهميته هو موضوعه، فهو يتمحور حول الوصف والتحليل البانورامي، الاجتماعي والثقافي، لعمليات تبلور الشعب الفلسطيني، وهو وصف يرد لأول مرة بشكله الحالي، ليس أمام القارئ العربي، فحسب، بل لأول مرة أمام أي قارئ كان. ذلك أن إحدى الظواهر المهمة أنه على رغم الكمّ الهائل من النصوص والمؤلفات والمقالات في المواضيع الفلسطينية، وفي قضية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لم تبذل حتى الآن أية محاولة لسرد الحكاية الفلسطينية بكاملها، كوحدة متكاملة، وبصورة مدمجة ومنهجية.
ومن زاوية أخرى تجدر الإشارة إلى أنه على رغم كون الكتاب مكتوباً على يد باحثين يهوديين (واحد إسرائيلي وآخر أمريكي)، فهو ليس "تاريخاً يكتبه المنتصرون"، أو تاريخاً مجنداً لصالح طرف معين. وذلك رغم اهتمامه العميق بتاريخ الشعب "الآخر" بالنسبة لنا. فالكتاب مكتوب بأدوات عالمي اجتماع مؤمنين بقدرتهما على الكتابة بدافع من التعاطف من جهة، ومن خلال موضوعية وابتعاد مطلوبين في مجال الاشتغال المهني، من جهة أخرى.
يبحث المؤلفان في كتابهما في تاريخ الفلسطينيين منذ الفترة التي لم تكن فيها هوية وطنية فلسطينية، وإلى يومنا هذا، ويفردان فيه فصلاً خاصاً للحديث عن الشعب الفلسطيني، بعد أوسلو، وهو فصل مضاف للطبعة العبرية التي اعتمدت عليها هذه الترجمة، لم تتضمنه الطبعتان الصادرتان باللغة الإنجليزية في الخارج عام 1993، عن دار النشر Free Press وضمن سلسلة منشورات جامعة هارفارد، تحت عنوان: "Palestinians: The Making of Peaple".
والمؤلفان في كتابهما هذا يطمحان لسرد حكاية الشعب الفلسطيني "كما لم تسرد من قبل"، ويتوقفان طويلاً عند نقاط الاحتكاك وخطوط التماس بين المشروع الوطني الفلسطيني ومشروعات الاستيطان الصهيوني في فلسطين قبل عام 1948، وبعد إقامة دولة إسرائيل وتكون المجتمع الإسرائيلي الجديد. يتصدى الكتاب لسؤال مركزي يحاول المؤلفان الرد عليه بالإيجاب، وهو أنه لا يمكن فهم المجتمع الإسرائيلي بدون معرفة تاريخ الفلسطينيين، تماماً مثلما أنه لا يمكن فهم التطورات والمراحل التي أدت إلى بلورة الفلسطينيين ككيان اجتماعي وسياسي مستقل، بدون البحث في تأثيرات الاستيطان الصهيوني عليه، فوق الأرض نفسها التي يدور عليها الصراع التاريخ بين الجانبين، حتى يومنا هذا.
يحلل كتاب "الفلسطينيون" الخيارات والمحن التي مرّ بها الشعب الفلسطيني على مدار مائة وخمسين عاماً، ويحاول تفسير أسباب نجاحه، أو عدم نجاحه، في الحسم بين مختلف الخيارات التي وقف أمامها، مشيراً إلى بعض المنعطفات المهمة في تاريخه. ويسرد سيرة الفلاح الفلسطيني، كما يتوقف طويلاً عند المدني الفلسطيني، ويبحث في حياة ساكني السهل الفلسطيني، بالقدر نفسه الذي يتعمق فيه في بحث حياة ساكني الجبل منهم، ويحكي عن المثقفين والكتاب وحملة الأقلام، دون إهمال "عامة الشعب" والبسطاء من الناس، ويأتي على سيرة المسلمين، كما يتوقف طويلاً عند سيرة المسيحيين، ويتحدث عن القادة بالقدر الذي يبحث فيه في موضوع "الرعايا" والمواطنين.
يتحرك كتاب "الفلسطينيون" بين دوائر مختلفة في آن واحد: الفلسطينيون بينهم وبين أنفسهم، الفلسطينيون والدول العربية، الفلسطينيون وحكام البلاد المتغيرون (العثمانيون، المصريون، الإنكليز واليهود). الفلسطينيون والاقتصاد العالمي، والنظام الرأسمالي، والكولونيالية وثقافة الغرب. لكنه يخيل أن أبرز ما عالجه الكتاب، يقع ضمن مادة الفصل الخامس، تحت عنوان "أبعاد النكبة"، التي يحلل فيها المؤلفان أسباب نكبة الفلسطينيين في عام 48 ونتائجها وأبعادها: بين الشهر الأخير من سنة 1947، والشهور الأربعة والنصف الأول من سنة 1948، توقفت المجموعة العربية الفلسطينية عند الوجود ككيان اجتماعي وسياسي، في تطور كارثي لم يتمكن اليهود والعرب معاً من توقعه سلفاً؛ لا اليهود بأحلامهم السياسية الأكثر تفاؤلاً، ولا العرب في كوابيسهم الجماعية الأفظع. أكثر من 350 قرية وحياً مدينياً غدت أثراً بعد عين.
وأما الانهيار النهائي للمجتمع الفلسطيني، ككيان سياسي واجتماعي فقد تمّ وقوعه في فترة الحرب، عندما نفذت التنظيمات اليهودية المسلمة طرداً جماعياً للسكان العرب من داخل حدود ما سيصير لاحقاً دولة إسرائيل، على مدار عشرة أيام، وفي تموز 1948، واصلت القوات الصهيونية عملية طرد أكثر من 100,000 فلسطيني إلى داخل أجزاء فلسطين التي بقيت تحت سلطة شرق الأردن ومصر و"جيش التحرير العربي"، وكذلك إلى لبنان، كان الطرد أحياناً يتم "بصورة انتقائية": يطرد مسلمون، ويستبقى دروز ومسيحيون، في الهجمات التي شنتها العصابات الصهيونية، والتي أدت إلى هزيمة "جيش التحرير العربي"، والقوات المصرية، تحول 100-150 ألف فلسطيني إضافي إلى لاجئين. واستمر الطرد شبه العلني للعرب من داخل "مناطق الدولة اليهودية" في مطلع الخمسينات أيضاً.
في هذا السياق، يخوض كتاب "الفلسطينيون" في مسألة الترانسفير الجماعي للفلسطينيين، في ذروة الحرب، ويسأل: هل كانت أو لم تكن هناك خطة إسرائيلية عليا لطرد الفلسطينيين؟ وفي إجابة عن هذا السؤال، يستشهد المؤلفان بما كتبه المؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي في أكثر من موقع، بأنه يرى أن "خطة دال" كانت "خطة متكاملة" للترانسفير.
ويصدر هذا الكتاب بالعربية بعد أن أضاف إليه المؤلفان وعدّلا فيه، ليشمل آخر المستجدات على ساحة الصراع، حتى سنة 2001، باذلين جهوداً خاصة في تقديم طبعة عربية مزيدة ومنقحة، ومتميزة أيضاً عن الأصل الإنكليزي (صدر عام 1993) وعن الترجمة العبرية (الصادرة عام 1999). كان المؤلفان يبذلان جهداً كبيراً في إعداد النص المعدل للقارئ العربي، والفلسطيني بوجه خاص، ويستجيبان بذلك لتحديات تطرحها كتابة تاريخ الشعب الفلسطيني الحديث بصورة مغايرة بل متعارضة مع الروايات الصهيونية الرسمية التي عرفناها حتى الآن لتاريخ الصراع. وهما بذلك ينكشفان أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي، ما قد يجعل من مادتهما متداولة لدى الباحثين وعلى مختلف الصعد.
- تأليف
- 512 صفحة
- نُشر سنة 2002
- الطبعة 1
- الناشر القدس : دار الجندي للنشر والتوزيع
- موضوعات الكتاب فلسطين إسرائيل الصراع مع إسرائيل جرائم الغرب
-
البحث عن نسخة إلكترونية في كتبجي
وجدت خطأ أو نقصًا في بيانات هذا الكتاب؟ يمكنك تحرير هذه الصفحة والمساهمة في تنقيح قاعدة البيانات، كما يمكنك إضافة مقتطف من هذا الكتاب..
شارك هذا الكتاب مع أصحابك على
لإضافة المراجعات للكتب يلزمك
تسجيل الدخول